خبراء: تقنيات الذكاء الاصطناعي لا تحل محل البشر

0
11

مروة رزق

تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أصبحت ضرورة حتمية لا غنى عنها لمواكبة تطورات المستقبل الرقمي، ورغم أن هذه التقنيات لا يمكن أن تحل محل البشر، ولكنها تهدف إلى تطوير الإنتاجية وتحسين طاقات البشر، وهو ما يتماشى مع الهدف الحقيقي للتكنولوجيا بشكل عام.

هذا ما أكده “ريدي شين” رئيس قطاع خدمات استشارات الحوسبة والذكاء الاصطناعي بشركة هواوي شمال افريقيا، خلال الندوة التي أقيمت على هامش المعرض والمؤتمر الدولي للتكنولوجيا للشرق الأوسط وافريقيا.

وأوضح شين أن الذكاء الاصطناعي يستخدم في مجالات الحياة ، فهو غير قاصر على العاملين بمجال الدعم الفني أو العلماء بل كل الأفراد المعنيين بالتطور ومعايشة التكنولوجيا.

وأكد أهمية ما يعرف بـ “نزاهة التكنولوجيا”، حيث يجب معرفة دور التكنولوجيا دون تحيز في استخدام أي تقنيات، وذلك بكل المناطق الجغرافية، موضحا دور وزارة الاتصالات في التعاون مع شركته وكل الشركات في الاستفادة من الحلول والخدمات الجديدة بشكل نموذجي وفعال.

ومن ناحيته، أشار أشرف عبد الوهاب رئيس قطاع التحول الرقمي بشركة SAP في مصر، إلى أهمية تأثير تكنولوجيا وتطبيقات الذكاء الاصطناعي على زيادة الإنتاجية وتسريع دورة حياة بيئة العمل عبر تشكيل الأدوار وتحسين المهام في قطاعات الأعمال المتنوعة واستخدامات التكنولوجيا الحياتية.

وقارن أحمد عاصم رئيس النظم السحابية وتكنولوجيا المعلومات بشركة “اي فينانس” لتكنولوجيا تشغيل المنشآت المالية، بين استخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي كالأدوات التقنية التقليدية مثل محرك “سيري” – أداة ابل للذكاء الاصطناعي – التي يقتصر دورها على مهام محددة، مقارنة بأدوات محركات البحث التوليدي للذكاء الاصطناعي مثل “ChatGPT” والذي ينافس البشر في الإنتاجية والابتكار، مثل إنتاج النصوص وتغيير مقاطع الفيديو وصياغة الوثائق وخلق الأفكار، وغير ذلك مما يحتاج لقدرات وكفاءات خاصة.

وطالب عاصم الشركات، خاصة المعنية بإنتاج الحلول الرقمية، بأهمية تسريع وتيرة الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، لتحسين سبل الإنتاج من حيث السرعة والوقت والجودة وتطوير مستوى التجربة، وتحقيق نقلة نوعية على مستوى قطاع الأعمال، ومن ثم مجالات الاقتصاد المرتبطة بما يخدم كافة أطراف المنظومة العملية.

كما أكد عمر سلطان رئيس الخبراء التقنيين بشركة “هيڤ تكنولوجي” للاستشارات التقنية ، أن اعتماد البشر على استخدام مئات آلاف من البيانات والوثائق كان يحتاج قديما إلى العمل ساعات كثيرة، لافتاً إلى أن تلك المهمة اليوم تحولت إلى توطين ادوات الذكاء الاصطناعي التقليدي مثل كتابة الأكواد ومقترحات العمل، وغيرها مما سهل وسرّع دورة حياة بيئة العمل.

وأكد على أهمية دور تحليل التكنولوجيا الخاصة بالذكاء الاصطناعي، فهذه الأدوات لم تكن موجودة منذ عام واحد، فمع تحول المؤسسات والمنظمات للاعتماد عليها، أصبح من الواجب اتباع أفضل النهج لاستخلاص افضل النتائج و تحسين مستوى التجربة.

لذا يجب الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتركيزها في رفع كفاءة العمل، وزيادة مجال تطوير التطبيقات، مضيفا أن شركته تدعم استخدام الذكاء الاصطناعي في نموذج أعمالها، حيث ساهم انتهاج ذلك الطريق على زيادة في الإنتاجية بنسبة ٦٠٪، كما ساعد على التطور وتهيئة بيئة عمل الشركة.

وضرب احمد الغوباري مسؤول الشراكات في شركة سيسكو شمال افريقيا مثالا على التطور التكنولوجي في العمليات الحسابية منذ القدم بالاعتماد على الورق والقلم، ثم باستخدام الآلات الحسابية الإلكترونية، ثم كيفية تنفيذها في أقل من ثانية.
وتابع بأن ذلك لم يتسبب في اختفاء دور العنصر البشري على مر الزمان ولكن أدى إلى تطوره بشكل نوعي.

وكشف احمد عيسى مدير قطاع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في شركة لينك ديفيلوبمنت عن أن عدد مستخدمي روبوت دردشة الذكاء الاصطناعي ChatGPT سجل خلال أول يوم عمل نحو مليون مستخدم، بينما وصل بعد أول شهر من العمل إلى ١٠٠ مليون مستخدم متسائلا:”كيف يمكن لهذا الرقم استخدام ادوات التكنولوجيا وليس محرك ذكاء اصطناعي فحسب؟”.

وخلال كلمته شرح عيسى أن مستخدمي ادوات الذكاء الاصطناعي ومنها ChatGPT ينقسمون إلى ٣ فئات:
الاولى، وتستخدمه لمهام كتابة رسائل البريد الإلكتروني وتلخيص المحتويات، وترجمة النصوص فيكون ناتج الاستفادة تحسين مستوى العمل والإنتاج.

بينما تستخدمه الفئة الثانية في عمل التصميمات الخاصة بالمنتجات عبر جوانب ابتكارية بالمؤسسات ورفع درجة الابداع. أما الفئة الثالثة، فتستخدمه في محاولة الوصول إلى حلول للتحديات المختلفة من خلال تغيير كيفية تفاعل البشر مع التقنيات، بدلا من ملئ البيانات بشكل تقليدي.

ويتم استخدام التكنولوجيا لعمل ذلك بشكل تلقائي، وكذلك الارتقاء لمرحلة جديدة وهي سؤال البشر عن استفسارات إنسانية، وبالتالي يمثل نقلة في طبيعة التفاعل البشري إلى حيث زادت قدرات البشر الفكرية وتحسين معارفهم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا