لكل مهنة حكاية .. ” مكوجي رجل ” مهنة عتيقة تواجه الانقراض أمام الآلات الحديثة في مصر

0
94

كتب- أسامة خليل

ساعد التطور التكنولوجى خلال السنوات الماضية، على طمس مهن بعد استمرارها لسنوات طويلة، وجعلتها في طى النسيان بعد أن كانت مصدر رزق للكثير من الأشخاص الذين اضطروا للعمل في مهن أخرى لكسب لقمة العيش، وفى إطار هذا السياق، نتعرف في التقرير ، على حافة الاندثار وهي ” مكوجى الرجل” ، ولعل أغلب العاملين بتلك المهن هم كبار سن قادمين من الزمن الأصيل ، لا يرغبون في تغيير وجهتهم ومواكبة التطور نظرًا لإيمانهم الشديد بأعمالهم.

ولعل مهنة مكوجى الرجل ، واحدة من أقدم الحرف الموجودة فى مصر منذ عشرات السنين ، والتى لم يكن يمارسها إلا ذات الجسد القوى، فكان مكوجى الرجل يقوم بتسخين المكواة ، وتمريرها على الملابس مع الإمساك بذراعها الطويلة التى تاخذ شكل منحنى، والتحكم بقدمه فى الآلة الثقيلة، وكان يستعين بقوة الدفع من رجله مع ذراعه للحصول على نتيجة متميزة فى كى الملابس لاسيما الصوف بينما الحرير يفضل فى كيه استخدام مكواة صغيره بحجم كف اليد وأى مكوجى لابد أن يكون فى محله أكثر من مكواة وهناك أيضا البنك الخشبى وهو ألواح خشبية سميكة يتم تثبيتها فى منتصف المحل وتغطيتها بقطعة من القماش الأبيض وتستخدم كمسند يتم وضع قطع الملابس المراد كيها عليه، وهناك أيضا الذراع وهى قطعه خشب يتم وضعها فوق المكواة ليضع عليها المكوجى رجله أثناء الكى ووظيفتها أنها تحول دون إحتراق قدم المكوجى.

ورصدت عدسة ” الميدان” حكاية الاسطى «مينا نجيب»، ابن محافظة المنيا وصاحب الـ30 عامًا،
رجل تملأ وجهه الابتسامة والرضا، للتحدث معه ومعرفة أبرز التفاصيل عن حياته وعن المهنة التي تربى عليها ” مكوجي رجل” ، رغم رفضة كل التطورات التي أدخلت على مهنة المكوجى من مكواة بخار أو المكواة الحديثة وقرر الاستمرار في العمل بقدميه متمسكا بمهنة والده.

قال الأسطى مينا أشهر مكوجى رجل بمدينة المنيا ، إنه ورث هذه المهنة من والده وتعلق بها وأصبحت مهنته الرئيسية ومصدر رزقه الوحيد، وتعد المكوة الرجل من أفضل أنواع المكاوى نظرا لقدرتها على كى الملابس بصورة جيدة، وتستطيع فرد القماش أفضل عدة مرات من المكواة العادية.

وأشار الأسطى مينا ، إلى أن والده علمه هذه المهنة منذ طفولتة ،كما علمه أصول وأساسيات الكى وكيفية استخدام المكواة وتحريكها بسهولة رغم ثقل وزنها.

وعن سبب اختفاء المكوة الرجل، قال مينا : “أكيد بسب ظهور المكواة البخار التى يستطيع أى شخص العمل بها، عكس مكواة الرجل التى يصل وزنها إلى 30 كيلوجراما وتحتاج لصنايعى قوي، فقليل من يستطيع العمل بها، عكس البخار التي يمتهنها الكثير من الشباب لأنها لا تحتاج لخبرة.

وأوضح مينا ، أن “مهنتي أوشكت على الانقراض ولا يوجد الآن من يريد أن يتعلمها ليكمل ما قد بدأناه كمكواة الكي بالبخار فمن يموت لا يعود للحياة مرة أخرى “،

وأكد مينا إلى أنه لديه العديد من الزبائن من الشباب ، بالإضافة إلى أن أغلب محلات تأجير فساتين الزفاف يفضلون أن يقوم عم سيد بكى هذه الفساتين حتى لا تتعرض لأى تلف من المكواه الحديثة.

وذهبت «الميدان» لإجراء حوار موسّع مع بعض المواطنين لتعارف على أقدم الحرف الموجودة فى مصر منذ عشرات السنين ولكن بمرور الوقت وبتطور التكنولوجيا ظهرت أشكالا أخرى للمكواة حتى تخلى المكوجية عن “المكواة الرجل” لأنها تكلف الصنايعى الكثير من الوقت والجهد، الأمر الذى دفعهم للعمل وفق تطورات العصر، والعمل بـ”المكواة البخار” لعدة أسباب أهمها السرعة، وما تقدمه من تقليل الجهد العضلى.

قال عماد الشافعي ، أنه مع التقدم التكنولوجى الكبير فى آلات الكى، التى توفر الوقت والمجهود، أصبحت المهنة مقتصرة على بعض شيوخها الذين لايزالون متمسكون بمهنتهم العريقة، بعدما دخلت ألى الكى بالبخار، وآلات أخرى أكثر حداثة.

وأشار مصطفى كيلانى ، أن مهنة الكى بالرجل من أقدم المهن بمصر والتى أصبحت فى تعداد الاندثار رغم أنها الأهم والأقوى فى كى الجلباب بأنواعها، لكن مازال هناك عدد كبير من المواطنين بمحافظات مصر يحافظون على كى ملابسهم بها خاصة الجلباب.